image
imagewidth (px)
269
2.48k
text
stringlengths
3
131
التي جاء بها السياح والعلماء، وتعيين أشكال الحروف،
ووضع أسس متينة لدراسة عرفت بعد ذلك باسم "الدراسة العربية الجنوبية" وقد استعان
العلماء على فهم هذه الكتابات بالدراسات اللغوية السامية مثل العبرانية، وباللغة العربية التي
نزل بها القرآن الكريم، وباللهجات اليمانية و بالمعلومات الجغرافية المدّونة في الكتب العربية،
وبأسماء الملوك والأشخاص الذين وردت أسماؤهم في المؤلفات العربية
بدأ الرحلة الأولى "في اكتوبر من سنة 1882م"، وختمها في شهر آذار
والأوضاع غير مساعدة، والفوضى عامة في بلاد اليمن، ولم يكن للحكومة على القبائل
من سلطان ومع ذلك تمكن من الحصول على "255" نقشاً رجع بها إلى أوروبة
أما الرحلة الثانية، فكانت في نيسان سنة 1885 م ودامت حتى فبراير سنة 1886،
وقد زار في أثنائها المناطق الجنوبية الشرقية والمنطقة الجنوبية الممتدة من
جنوب "صنعاء" حتى مدينة "عدن" وقد تمكن من جمع معلومات مهمة عن طبغرافية
البلاد و أماكنها الاثرية، و عاد بنصوص معينة مهمة دخلت في ممتلكات المتحف البريطاني
وقام بالرحلة الثالثة في سنة 1887م، و مكث في اليمن إلى
سنة 1888م، و كانت رحلته هذه جدا، إذ حصل على اثار
و نقوش كتابية كانت على جانب عظيم من الأهمية، منها
و من هذه النصوص نصان عن تصدع سدّ مأرب يبرجع
عهدهماالى زمن قريب من ميلاد الرسول،
وبطريقة القوالب الجبسية وبطرق أخرى وقد تمكن بهذا الأسلوب الجديد من الظفر
بصور مضبوطة بعض الضبط للكتابات القديمة التي لم يكن بوسعه الذهاب إلى
من الغض من قيمة المبادئ الأخلاقية التي يتحلى بها ومما لاحظه على البدو، عدم اهتمامهم بعبادتهم كالصلوات
الخمس والصوم
كما لاحظ من جهة أخرى إن الخوف من وجود إِلَه يكاد يكون أعمق آثرا في نفوس هؤلاء من الحضر ولا حظ أيضاً إن جذور
الوثنية القديمة لا تزال راسخة حتى الآن في نفوس الأعراب وأكثر سكان القرى والمدن، وقد اظهر هذا الرحالة ميلاً عظيماً لدراسة حياة البدو
وطرق معيشتهم، وهو يتشوق إلى الصحراء ويحن إليها حنين البدو،
الشاب الإنكليزي المستشرق الذي استطاع في شباط سنة 1929 م إن يخترق لأول مرة "الربع
الخالي" فكشف بذلك بقعة من أكبر البقاع المجهولة في بلاد العرب ويضارعه في مخاطراته هذه
فلبي الذي أسلم @ فأطلق على نفسه "الحاج عبد الله فلبي" وقد ألّف هذا
الإنجليزي المستعرب عدة كتب بالإنكليزية وصف فيها أسفاره في بلاد
العرب،
وكانت في جملة ما درسته هذه البعثة نظم الري في مملكة "قتبان" و
دراسة موضع "هجر بن حميد"، حيث عثرت على فخار ومواد أخرى يعود
عهدها، كما يرى خبراء البعثة إلى ألفي سنة ودراسة أخرى لمدينة "تمنه"
عاصمة "قتبان" ولمعبدها الشهير ولبقايا مقبرتها، وعثرت على كتابات
جديدة، وقدّرت سقوط تلك العاصمة وخرابها بسنة "25"
وقامت في سنة "1962"م بعثة أمريكة من المستشرقين الأميركيان، لا علاقة لها بالبعثة
المتقدمة بزيارة مواضع من المملكة العربية السعودية، فزارت "سكاكة" "سككه" والجوف
وتيماء ومدائن صالح والعلا وتبوك، وظفرت بنماذج من فخار قديم، ونقلت صوراً لكتابات
ثمودية ونبطية، أهمها الكتابات التي وجدها في قمة "جبل غنيم"
وهي، كما تقول البعثة، من أقدم الكتابات التي عثر عليها حتى ألان في العربية الشمالية وكان "فلبي"
يحدّ جزيرة العرب من الشرق الخليج العربي المعروف عند اليونان باسم "الخليج
الفارسي" ، وما زال يعرف بهذه التسمية المأخوذة عن اليونانية في المؤلفات
المعاصرة أما قدماء أهل العراق، فقد عرف عندهم ب "البحر الجنوبي" و
و شكل البحر الأحمر، شكل يلفت النظر، يظهر و كأنه خسط منظم ممتد من الشمال
نحو الجنوب على هيأة ثعبان منتصب ذي قرنين أما باقي جسمه، فإنه البحر العربي
أما هذا الثعبان، فقد كان أرضاً في الأصل، خسفت على هذه الصورة في الزمن للثالث من
الأزمنة الجيولوجية، فابتعدت بذلك بلاد العرب عن أفريقية، إلا من ناحية الشمال،
حتى لا تكون هناك قطيعة تامة، وارتفعت بذلك السواحل الغربية، نتيجة انخساف الأرض،
فسالت إلى الأرض المنخسفة مياه البحر العربي، ولو تم الخسف، وامتدّ إلى "طور سيناء" فشطرها،
لما كانت هناك حاجة إلى قيام الإنسان فما بعد بإتمام العمل الذي لم تكمله الطبيعة،
وهو إيصال البحر الأحمر إلى البحر الأبيض بقناة السويس
و شكل البحر الأحمر، شكل يلفت النظر، يظهر و كأنه خسط منظم ممتد من الشمال نحو الجنوب
على هيأة ثعبان منتصب ذي قرنين أما باقي جسمه، فإنه البحر العربي أما هذا الثعبان،
فقد كان أرضاً في الأصل، خسفت على هذه الصورة في الزمن للثالث من الأزمنة الجيولوجية،
فابتعدت بذلك بلاد العرب عن أفريقية، إلا من ناحية الشمال،
حتى لا تكون هناك قطيعة تامة، وارتفعت بذلك السواحل الغربية، نتيجة انخساف الأرض،
فسالت إلى الأرض المنخسفة مياه البحر العربي، ولو تم الخسف، وامتدّ إلى "طور سيناء" فشطرها،
لما كانت هناك حاجة إلى قيام الإنسان فما بعد بإتمام العمل الذي لم تكمله الطبيعة، وهو
إيصال البحر الأحمر إلى البحر الأبيض بقناة السويس
ويرى بعض الباحثين إن البحر الأحمر لم يكن وحده نتيجة خسف أصاب بلاد العرب، ففصلها عن
الجنوبية والسواحل الشرقية، تعرضت هي أيضاً لهزّات عديدة، فخسفت في مواضع
عديدة مثل "عدن"،حيث تكون خليج عدن، ومثل الخليج العربي
وكانت هذه الهزات والتصدعات استجابة لتصدع واهتزازات حدثت في الشمال على مقربة
وحدّها الشمالي خط وهمي يمتد في اصطلاح العلماء العرب من خليج
العقبة حتى مصب شط العرب في الخليج العربي، فيكون النفوذ الشمالي
من الحدود التي تفصل الهلال الخصيب عن جزيرة العرب أما من الناحية
الجيولوجية"، فإن باطن الهلال وحدة لا يستطيع فصلها عن تربة
الجزيرة، وجزء لا يختلف من حيث طبيعته
الصحراوية و خواصه عن سائر أنحاء بلاد العرب وأما من الناحية التاريخية،
فإن هذا الخط الوهمي المتصور، هو وهم وخطأ، فقد سكن العرب في
شمال هذا الخط قبل الميلاد بمئات السنين سكنوا في العراق من ضفة
نهر الفرات الغربية، و امتدوا في البادية حتى بلغوا أطراف
الشام وسكنوا في فلسطينُ طور سيناء، حتى بلغوا ضفاف النيل
وهي أرضون أدخلها الكتبة القدامى من يونان ولاتين وعبرانيين وسريان في جملة مساكن
و أما الأرضون المحصورة بين هذه السلسلة وساحل البحر، فإنها ضيقة، تسيطر عليها هذه المرتفعات، وتنحدر إليها
انحداراً شديداً قصيراً وسواحلها المهيمنة على البحر، صخرية في اغلب الأحيان، يصعب رسو السفن فيها
وطالما تحطمت عليها السفن المنكوبة، فتكون طعاماً للبحر، وللأعراب الساكنين على السواحل، فيكون
من ينجو بنفسه
وتتكون أغلب الأرضين في جزيرة العرب من بواد وسهول، تغلبت عليها الطبيعة الصحراوية، لكن قسماً كبيرا منها يمكن إصلاحه
إذا ما تعهدته يد الإنسان، واستخدمت في إصلاحه الوسائل العلمية الحديثة و أما الأرضون الصالحة للزراعة، فإنها تزرع فعلاّ
لوجود المياه فيها أما الأرضون التي تعدّ اليوم من المجموعة الصحراوية
فيظهر من خلال فجواتها وجه الأرض الأصلية
وقد وصف العلماء العرب الحرار، فقالوا: الحرَّةُ أرض ذات حجارة سوُد نخرة،
كأنها أحرقت بالنار، ويكون ما تحتها أرضاً غليظة، من قاع ليس بأسود، وانما
سوّدها كثة حجارتها، وتدانيها وتكون الحرة مستديرة، فإذا فيها شيء مستطيل
وتكثر الحرار في الأقسام الغربية من جزيرة العرب،وتمتد حتى تتصل بالحرار التي في بلاد
للشام، في منطقة حوران، ولا سيما في الصفاة، وتوجد في المناطق الوسطى، وفي المناطق
الشرقية الجنوبية من نجد حيث تتجه في الشرق، وفي المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية،
حيث تلاحظ الحجارة البركانية على مقربة من باب المندب
وقد وردت في الشعر الجاهلي إشارات إليها وكانت إِحدى الحرار، وهي "حرة النار"
في عهد الخليفة عمر لا تزال ثائرة تخرج النار منها وقد ذكر إن سحب
الدخان كانت تخرج في عهد الخليفة عثمان من بعض الجبال القريبة من المدينة
وهذا يدل على إن فعل البراكين في جزيرة العرب، لم يكن قد انقطع انقطاعاً
تاماً، وان باطن الأرض
وقد تركت الأصوات المزعجة، و "الصيحات" المرعبة، والنيران التي كانت ترى من مسافات بعيدة،
وسحب الدخان التي كانت ترتفع من أجواف الأرض، و "البريق" الذي كان يظهر من الحرار،
مثل حرَّة "القوس" التي قيل إنها كانت ترى كأنها حريق مشتعل، و "حرة لبن"
التي كان يخرج منها ما يشبه البرق، ويسمع منها أصوات كأنها صياح،
ولعل قوة نيران "حرة ضَرْوان" وشدة قذفها للحمم وارتفاع لهيبها، هي التي دفعت أهل
اليمن إلى التعبد لها والتحاكم إليها، فقد كانوا يذهبون إليها ليتحاكموا عندها فيما
يحدث عندهم من خلاف، والرأي عندهم إن النار تخرج فتأكل الظالم وتنصف المظلوم